غادة محفوظ: لقاء الرئيس … الوعى هو معركة مصر القادمة

غادة محفوظ: لقاء الرئيس … الوعى هو معركة مصر القادمة

 

 

كتبت/ د. غادة محفوظ

 

 

عندما تحدّث الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الحاضرين، لم يكن الأمر مجرد كلمات عابرة، بل كان إعلانًا صريحًا لجوهر معركة بناء الوطن في السنوات القادمة: لا نريد شعبًا غائبًا عن الوعي، ولا أسيرًا للجهل، بل نريد شعبًا مثقفًا، متعلمًا، واعيًا بدوره ومسؤوليته.

 

الوعي ليس رفاهية فكرية، ولا ترفًا ثقافيًا يمكن تأجيله، بل هو خط الدفاع الأول عن الدولة. فالشعب الذي يدرك ما يدور حوله، ويفهم التحديات والمخاطر، ويحلل ما يصله من معلومات، هو شعب لا يمكن تضليله أو جره إلى الفوضى.

 

التعليم… البوابة الأولى

 

التعليم الجيد هو الركيزة التي تُبنى عليها أي نهضة حقيقية. فالعقول المتعلمة لا تكتفي بحفظ المعلومات، بل تمتلك القدرة على التفكير النقدي، والمقارنة، واتخاذ القرارات الصائبة. ولهذا فإن الاستثمار في التعليم هو استثمار في أمن الوطن واستقراره، قبل أن يكون استثمارًا في الاقتصاد أو التنمية.

 

الثقافة… وعي متجدد

 

لكن التعليم وحده لا يكفي، فالثقافة هي ما يمنح المجتمع القدرة على التواصل، والحوار، وتقبل الاختلاف، وحماية الهوية الوطنية من الذوبان أو التشويه.

المجتمع المثقف هو الذي يدرك قيمة تاريخه، ويميز بين ما هو أصيل وما هو دخيل، ويعرف كيف يختار طريقه وسط العواصف الفكرية والإعلامية.

 

الوعي… درع ضد التلاعب

 

في عالم تتسابق فيه المعلومات والأخبار، وتتشابك فيه الحقائق مع الشائعات، يصبح الوعي هو الدرع الواقية التي تحمي المواطن من الوقوع في فخ التضليل أو الاستقطاب.

إن شعبًا واعيًا يعني أن الدولة بأكملها تمتلك خط دفاع داخلي قوي، قادر على مواجهة أي محاولات لزعزعة الاستقرار أو بث الفتن.

 

دعوة للعمل

 

رسالة اليوم من الرئيس لم تكن موجهة فقط إلى المؤسسات التعليمية أو الثقافية، بل إلى كل مواطن مصري: أنت مسؤول عن وعيك، وعن وعي من حولك. اقرأ، تعلّم، ناقش، اسأل، وابحث عن الحقيقة.

لأن مصر القوية التي نحلم بها لن تُبنى بقرارات من أعلى فقط، بل بعقول واعية من القاعدة إلى القمة.

 

في النهاية، الوعي ليس مجرد شعار، بل هو مشروع وطني كامل، يبدأ من البيت، ويمتد إلى المدرسة، والجامعة، والإعلام، وكل مساحة تجمع المصريين. فمن يملك الوعي يملك القوة، ومن يملك القوة يملك المستقبل

Exit mobile version